من المرجح بشكل متزايد أن يصبح هذا العام هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وذلك بسبب نمط طقس النينيو الذي يزداد قوة بشكل سريع والصيف الحار بشكل غير مسبوق. وفقا لعالم المناخ «زيكي هوسفاذر»، فإن عام 2023 لديه الآن فرصة بنسبة 85% ليصبح أكثر الأعوام سخونة في السجلات بناءً على حسابات مع بيانات درجة الحرارة من خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للمفوضية الأوروبية.
أظهرت التحليلات وكذلك بيانات درجات الحرارة الأخرى – الواردة من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي ووكالة ناسا، وجهات أميركية أخرى - احتمالاً بنسبة 50% أن يكون عام 2023 هو الأكثر دفئا على الإطلاق. وفي نهاية شهر يونيو، توقعت مؤسسة «بيركلي إيرث»غير الربحية فرصة بنسبة 81% لأن تسجل درجات الحرارة رقما قياسيا في عام 2023.
«هوسفاذر» كان يعتقد أن عام 2023 سيكون خامس أكثر الأعوام حرارة في بداية هذا العام، يقول: « من الأسلم أن نقول في هذه المرحلة أن 2023 هو الأكثر ترجيحا ليكون العام الأكثر دفئا على الإطلاق». وأضاف: «ما تغير هو درجة الحرارة في الشهرين الماضيين كانت مرتفعة بشكل لا يصدق، حيث سجلت أرقاما قياسية بهامش كبير جدا مقارنة بما رأيناه في الماضي».

وذكرت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ أن شهر يوليو الماضي كان الأكثر دفئا على الإطلاق من أي شهر. وتم تقدير معدل الارتفاع في درجات الحرارة بحوالي 2.7 درجة فهرنهايت (1.5 درجة مئوية) أكثر من متوسط معدلات ما قبل الصناعة، محطما الرقم القياسي السابق في يوليو 2019 بمقدار 0.59 درجة فهرنهايت (0.33 درجة مئوية).
كما شهد العالم أيضا شهر يونيو الأكثر حرارة على الإطلاق، وفقا لبيانات خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، ووكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وكتب جافين شميدت، مدير معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا، على تويتر: «في كل حالة يختلف مصدر البيانات والمعالجة، لكن جميعها ستكون انعكاسات معقولة لما يحدث بالفعل. الطقس حار».
لا ينبغي أن تكون التصنيفات مفاجئة لأي شخص عاش على الأرض خلال الشهرين الماضيين. شهدت مدينة فينيكس، أريزونا، أعلى مستويات الحرارة اليومية والتي سجلت 110 درجة فهرنهايت لمدة 31 يوما متتالية. وبلغ مؤشر الحرارة في الشرق الأوسط 152 درجة فهرنهايت (66.7 درجة مئوية)، بالقرب من الحدود العليا لما يمكن لجسم الإنسان تحمله. وبلغت درجات الحرارة في الصين أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 126 درجة فهرنهايت. وشهد جنوب الولايات المتحدة تاريخياً موجة حرارة شديدة وطويلة امتدت من كاليفورنيا إلى فلوريدا. ودفعت درجات الحرارة الدافئة أيضا الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى أدنى مستوياته على الإطلاق.

أوضح هوسفاذر أن العديد من توقعات درجات الحرارة السنوية تأخذ في الاعتبار درجات الحرارة حتى الآن هذا العام، وكذلك ظاهرة النينيو المتوقعة لبقية العام، علاوة على درجات الحرارة في العام الماضي لفهم خط الأساس الذي سيستند إليه عام 2023.

كانت بداية العام باردة، وأظهرت النماذج حالة من عدم اليقين في تطور ظاهرة النينيو. ومع تقدم العام، تم تحسين التوقعات بمزيد من البيانات، بما في ذلك درجات الحرارة الشهرية الأكثر دفئا ونماذج النينيو المحدثة. تنظر بعض التوقعات في هذه العناصر بشكل مختلف، مما ينتج عنه تنبؤات مختلفة، لكن جميعها تشير بشكل متزايد إلى أن عام 2023 سيشهد ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة.
وقال هوسفاذر إن درجات الحرارة في الصيف قد ارتفعت بسرعة مع زيادة نمط النينيو المعزز والذي يتميز بارتفاع درجات حرارة المحيط في شرق ووسط المحيط الهادئ، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي. وكان عام 2016، الذي تم ربطه بأدفأ عام مسجل، قد شهد حدثا قويا لظاهرة النينيو في وقت مبكر من العام.
تشير النماذج إلى أنه من المتوقع أن تكون ظاهرة النينيو لهذا العام واحدة من أقوى الأحداث في العقود الأخيرة، لكن «هوسفاذر» قال إنها ربما لن تكون قوية مثل تلك التي حدثت في عام 2016. وفي الوقت نفسه، قال إن حدث هذا العام غير معتاد، لأنه سرعان ما أعقب ثلاث سنوات من أحداث النينيا، وهي نظيرة النينيو التي تميل إلى جلب درجات حرارة أكثر برودة نسبيا.
واللاعب الرئيسي الآخر هو المناخ الذي يسببه الإنسان، حيث يرسل كميات استثنائية من ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى المسببة للاحتباس الحراري إلى غلافنا الجوي. إذا استمر الاحترار بالمعدل الحالي، فقد يتجاوز متوسط درجات الحرارة ويظل فوق 1.5 درجة مئوية في منتصف عام 2030، وهو ما يقول العلماء إنه سيؤدي إلى مجموعة من الكوارث المناخية الجديدة. وقد توقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن ترتفع درجة الحرارة السنوية مؤقتا بأكثر من 1.5 درجة مئوية لمدة عام واحد على الأقل في السنوات الأربع المقبلة.

ربما لا يعرف العلماء الحد الذي سيصل إليه ارتفاع دراجات الحرارة لهذا العام، لكن هوسفاذر قال إنه يتوقع «أن يكون الجزء الأكبر من بقية العام في منطقة قياسية».

وهذا فقط عام 2023. يعتقد بعض العلماء، بما في ذلك هاوسفاذر، أن عام 2023 قد يكون مجرد مقدمة لعام أكثر سخونة، عندما تكون ظروف ظاهرة النينيو بكامل قوتها.

كاشا باتيل

كاتبة متخصصة في التغير المناخي

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»